تحتفل الأوساط الصحفية في العراق، في الخامس عشر من شهر حزيران من كل عام، بالعيد الوطني للصحافة العراقية، وهي ذكرى صدور أول صحيفة في البلاد عام 1869.
وقد تراجعت الصحافة الورقية في البلاد بعد ثورة مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت الصحف المطبوعة في العراق قليلة جدًا مقارنة بماضي الصحافة في العراق، إذ تراجع تأثيرها في الشارع العراقي، بالتزامن مع قلة أعداد القراء.
وعلى صعيد المؤشرات الدولية، فإن الصحافة العراقية سجلت أرقامًا متدنية؛ إذ تراجع مؤشر حرية الصحافة لعام 2024، حيث جاء العراق في المرتبة 169 من أصل 180 دولة في حرية الصحافة وبعدد نقاط بلغ 25.48، متراجعًا عن مرتبته في عام 2023 حيث كان في المرتبة 167 عالميًا بعدد نقاط يبلغ 32.94 نقطة.
وعلى مستوى البلدان الخطيرة على عمل الصحافة، يأتي العراق في المرتبة الأولى عالميًا كأخطر بلدان على عمل الصحافة؛ وذلك بتصدُّره للعالم بأكبر عدد من الصحفيين المقتولين خلال الثلاثين عامًا الماضية، حيث يبلغ عدد الصحفيين العراقيين المقتولين أكثر من 400 صحفي، وهو أكبر عدد في بلد واحد على مستوى العالم.
وعلى الرغم من بَحبوحة الحرية وحرية الانتقاد، إلا أن الصحافة في العراق ما تزال تعاني من مشاكل تمنعها من أداء دورها كسلطة رابعة. ومن أبرز تلك المشاكل هي محاولات السلطات توجيه دعمها إلى مؤسسات إعلامية دون غيرها من خلال منح الإعلانات وعقود الرعاية حسب موقف المؤسسة وقربها من السلطة.
كما يعاني الصحفيون من صعوبة الوصول إلى المعلومة والبيانات الرسمية وعدم تعاون المؤسسات الحكومية، كما أن الصحفيين يعانون من التعامل الفج من بعض القوات الأمنية والقرارات الارتجالية كما يحدث في إقليم كردستان العراق على سبيل المثال من منعهم من ممارسة عملهم والتضييق على التغطيات الصحفية والاعتقالات.
يُذكَر أن جريدة “الزوراء” تُعَدُّ أول جريدة صُدِرَتْ في بغداد على يَديْ مؤسسها، والي بغداد مِدْحَتْ باشا، في 15 حزيران 1869م. وجُلبتْ لها مطبعة من باريس، وصدرتْ “الزوراء” منذ عددها الأول باللغتين: العربية والتركية، وبالحجم المتوسط؛ ثمان صفحات ثم أربع صفحات حتى عام 1908م. واستمر ظهور “الزوراء” دون انقطاع طيلة ثمانية وأربعين عامًا.




