بالتزامن مع الاحتفال بيوم الصحافة الكردية، تبدو محاولات السلطات في إقليم كردستان لإخفاء الحقائق واضحة، حيث تزعم أن الصحفيين يتمتعون بالحرية الكاملة في الإقليم، على الرغم من تورطها في تتبع واحتجاز ومحاكمة العديد من الصحفيين هناك دون مبرر.
في المناسبة، أكد رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، على دور الصحافة في إيصال الحقيقة وخدمة المواطنين والدفاع عن حقوقهم وصون الكيان الدستوري للإقليم.
بارزاني، وفي بيان بمناسبة يوم الصحافة الكردية، والذي حصلت عليه (الذكرى نيوز )، أوضح أن إعلاميي كردستان، في ظل حكومة الإقليم، يحظون بحرية تامة في أداء رسالتهم دون رقابة وقيود، ويتمتعون بمطلق الحرية في انتقاد وتشخيص أي تجاوز وتقصير أو إهمال في الأداء الحكومي.
حديث البيانات يفنده الواقع، ففي أيلول الماضي، مددت السلطات في الإقليم عقوبة الصحفي غهدار زيباري للمرة الثانية بناءً على اتهامات زائفة بحوزته لسلاح في المنزل الذي اعتُقل فيه. في الواقع، يتعلق الأمر ببندقية صيد تعود لجدّ الصحفي وليست ملكًا له. وبناءً على ذلك، بدأ الصحفي إضرابًا جديدًا عن الطعام في سجن أسايش جيشتي (المديرية العامة للأمن). وعلى إثرها، دقت مراسلون بلا حدود ناقوس الخطر بشأن تزايد وتيرة الانتهاكات ضد حرية الصحافة في كردستان العراق.
وقبلها بشهر واحد، حكمت محكمة جنايات أربيل بالسجن أربع سنوات إضافية على شيروان شيرواني، رئيس التحرير السابق لجريدة بشور الشهرية، وذلك بتهمة تزوير توقيع زميله المحتجز، غهدار زيباري، في رسالة تتعلق بطلبهما الإفراج المشروط في آب 2022. علمًا أن زميله كان قد أدلى بشهادته أمام المحكمة مؤكدًا أنه أعطى موافقته على إضافة اسمه إلى الرسالة، بينما كان يقبع في الحبس الانفرادي.
وكان شيرواني قد اعتُقل عام 2020 مع أربعة زملاء آخرين – غهدار زيباري وهريوان عيسى وأياز كرم وشيفان سعيد، المعروفين باسم “سجناء باهدينان” – بتهمة “التجسس” في سياق عملهم الاستقصائي في قضايا فساد تورَّط فيها عدد من قادة إقليم كردستان العراق، بمن فيهم أشخاص من عائلة بارزاني.
ووثق مركز (مترو) ارتكاب 249 حالة انتهاك ضد 247 صحفيًا خلال عام 2023، منها 37 حالة اعتقال و27 حالة تتعلق بإذلال وتوجيه التهديدات ضد الصحفيين، و7 حالات اعتقال خارج الإجراءات القانونية واقتحام منازلهم. في وقت سجل عام 2022، 431 حالة انتهاك منها 64 حالة اعتقال.
يذكر ان بقية المحافظات العراقية سجلت 256 حالة انتهاك خلال العام الماضي.
ورغم كل ما تقدم، تصر السلطات في أربيل على أن صحفيي كردستان يتمتعون بالحرية المطلقة!
