تشهد الأسواق المحلية في العراق ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار مع اقتراب حلول شهر رمضان، وعلى الرغم من الوعود الحكومية بالسيطرة على الأسعار ومحاسبة التجار المخالفين، إلا أن الأسواق التجارية ما تزال تسجل صعودًا مقارنة بالأيام الماضية.
يعزو معنيون بالشأن الاقتصادي عدم قدرة الحكومة على السيطرة على أسعار السلع والبضائع إلى ضعف الإجراءات الحكومية المتخذة بهذا الشأن، بالإضافة إلى سيطرة متنفذين في الدولة على السوق العراقي.
أعلنت وزارة الداخلية عن إجراء جديد للحد من ارتفاع أسعار البضائع واللحوم خلال شهر رمضان، يقضي بتشكيل لجان مدنية متخفية لمراقبة السوق، لكن الخطوة واجهت انتقادًا كبيرًا من قبل خبراء في مجال الاقتصاد، كونها تعتبر من الأساليب القديمة في السيطرة على السوق.
انتقد عضو لجنة الاقتصاد والصناعة والتجارة النيابية سردي نايف، “خطوة تشكيل لجان مدنية تابعة لوزارة الداخلية لمراقبة أسعار السلع، داعيًا إلى “تشكيل لجان على مستوى عالي لتوحيد الأسعار في أسواق البلاد كافة”.
وقال نايف لـ(ABC عربية) إن “لجنة الاقتصاد النيابية شكلت لجنتين لزيارة الأسواق والاطلاع على الأسعار لاسيما أسعار اللحوم التي ارتفعت بشكل غير مقبول خلال الأيام القليلة الماضية”.
وأضاف أن “في حال طبقت الخطط الموضوعة للسيطرة على الأسعار فإن شهر رمضان المقبل سيشهد انخفاضًا واضحًا في السلع والبضائع، مشيرًا إلى أن الإجراءات البوليسية لا تتلائم مع الدول المتقدمة”.
من جهته، أكد الخبير الاقتصادي عبد الحسن الشمري أن “إجراء وزارة الداخلية خاطئ وهناك حلول أفضل بكثير من هذه الطرق البوليسية، مشيرًا إلى أن إعادة فكرة الأسواق المركزية المدعومة من قبل الحكومة هي واحدة من أفضل الحلول للسيطرة على أسعار السوق”.
وقال الشمري لاحدى وسائل الاعلام و تابعته ( الذكرى نيوز ) إن “الدول المتقدمة لا تتعامل بمثل هذه الإجراءات الكلاسيكية، داعيًا إلى استخدام أسلوب اقتصادي صحيح كخلق سوق منافس وإدخال كميات كبيرة تجبر التجار على تخفيض الأسعار إلى الحد المعقول”.
وأضاف أن “قرار وزارة الداخلية سيطبق على الفقير وسيستثنى التجار المتنفذون، وسيتسبب بمشكلة كبيرة للدولة، وبالتالي فإن إغراق السوق بالبضائع المدعومة هو من سيجبر التاجر على تخفيض الأسعار”.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الداخلية عن تشكيل فرق جوالة بزي مدني على المحال التجارية، من أجل السيطرة على الأسعار، التي تشهد ارتفاعًا كبيرًا خلال شهر رمضان المبارك.