تشهد الأيام الحالية هدوءاً واضحاً في الموقف السياسي من الوجود الأمريكي، حيث انخفضت الدعوات السياسية المطالبة بضرورة إنهاء الوجود العسكري مقارنةً بالفترة السابقة، ولم يتمكن البرلمان من اتخاذ أي قرار أو تمرير قانون يخص القوات الأجنبية المتواجدة على الأراضي العراقية.
ويعزو مراقبون الصمت السياسي هذا إلى عدم وجود جدية من قبل أغلب الكتل السياسية وخاصة قوى الاطار التنسيقي بشأن قرار الانسحاب الأمريكي من البلاد، وأن الدعوات والمطالبات التي تلت العدوان الأمريكي ضد الحشد الشعبي لم تكن سوى ردة فعل إعلامية لامتصاص غضب الشارع العراقي.
وبهذا الشأن، يقول عضو مجلس النواب العراقي، باسم خشان، لإحدى وسائل الاعلام و تابعته (الذكرى نيوز ) إن “جميع الكتل السياسية غير جادة في مسألة إخراج القوات الأمريكية من البلاد، ولم تستطع اتخاذ أي موقف من الاعتداءات الأمريكية”، مبيناً أن “الكتل السياسية الداعية الى اخراج القوات الامريكية غير جادة في ذلك”، في إشارة الى قوى الاطار التنسيقي.
وأضاف خشان أن “الأحزاب والكتل السياسية في العراق، مواقفها في السر تختلف عن مواقفها في العلن، وهذا هو سر عدم وجود قرارات واضحة خاصة فيما يتعلق بسيادة البلاد”.
وأشار إلى أن “العراق يُعامل كأنه دائرة تابعة لوزارة في الولايات المتحدة الأمريكية،” منوهًا إلى أن المواقف السياسية للكتل غير جادة وأنه من الضروري التحرك نحو إنهاء الوجود الأجنبي عبر تقديم الدعاوى في المحاكم الدولية والمحلية.
يشار الى ان مجلس النواب في وقت سابق فشل في عقد جلسة سعت لتشريع قانون لإخراج القوات الأجنبية على خلفية مقتل القيادي في الحشد الشعبي “ابو باقر الساعدي” بسبب غياب وانسحاب الكثير من نواب الاطار التنسيقي الذي دعا للجلسة.
يذكر ان الحكومة العراقية تجري مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن انهاء مهام التحالف الدولي، نتيجة انتفاء الحاجة من وجوده وزوال خطر التنظيمات الارهابية.