على العكس من مؤشرات التنمية المختلفة، التي عادة ما تأتي البلدان النامية في مراتب متأخرة وبنتائج سلبية، الا ان مؤشر الجريمة الالكترونية، يظهر اختلافا في السلوك، حيث ان البلدان النامية تكون الأقل عرضة للاختراق الالكتروني مقارنة بالبلدان الهامة والكبيرة.
ويشير الموقع المختص بمؤشر الجريمة الالكترونية، الذي تابعته الذكرى نيوز، ان اكثر من 87% من البلدان كانت لديها كثافة اختراق اقل من المتوسط العالمي الذي يبلغ 50 بريد الكتروني مسرب لكل ألف مستخدم، وهذا يدل على أن المتسللين يستهدفون بعض البلدان أكثر من غيرها.
تبرز روسيا بشكل خاص بكثافة الاختراق الالكتروني حيث يبلغ عدد حسابات البريد الالكتروني المسربة 17 ضعف المتوسط العالمي، حيث انه تم اختراق 8 من كل 10 مستخدمي الإنترنت الروس في عام 2022، وتأتي فرنسا في المرتبة الثانية، حيث تم اختراق 3 من كل 10 مستخدمين.
بشكل عام، نرى أن المتسللين يستهدفون البلدان النامية بشكل أقل كثيرًا، حيث تظهر خارطة الاختراق ان البلدان العربية في اسيا وافريقيا، ومعظم الدول في هاتين القارتين في الشرق الأوسط هي الأقل عرضة للاختراق، فيما يأتي العراق بصفته البلد الأقل عرضة للاختراق الالكتروني في قارة اسيا.
وعلى المستوى القاري، فإن أدنى معدلات حسابات البريد الإلكتروني المخترقة موجودة في أفريقيا، بـ 4 من كل الف، وآسيا بـ 23 حسابًا مخترقًا لكل 1000 مستخدم للإنترنت.
تتمتع أوروبا بأعلى معدلات الاختراق: تم اختراق 1 من كل 5 مستخدمي الإنترنت الأوروبيين في عام 2022. وهذا الرقم أعلى بأكثر من 4 مرات من المتوسط العالمي.
وعلى صعيد الجرائم الالكترونية، تتصدر المملكة المتحدة العالم بكثافة الجرائم الإلكترونية حيث بلغ عدد الضحايا 4371 ضحية لكل مليون مستخدم للإنترنت في عام 2022.
وارتفعت الجرائم الإلكترونية منذ عام 2001، حيث زاد عدد ضحايا الجرائم عبر الإنترنت بمقدار 16 مرة (من 6 إلى 91 ضحية كل ساعة)، وازدادت الخسائر المالية أكثر من 570 مرة (من 2000 دولار إلى ما يقرب من 1.2 مليون دولار في الساعة).
وفي المجمل، أودت الجرائم الإلكترونية بحياة ما لا يقل عن 7,303,267 ضحية وخسائر قدرها 36.4 مليار دولار على مدى 22 عامًا.