كشفت مصادر موثوقة ما يجري داخل شبكة الإعلام العراقي التي توشك على تغييرات دراماتيكية تبدأ باستبعاد رئيسها نبيل جاسم وتوزيع المناصب مناصفة بين ائتلاف ”دولة القانون“ وحركة ”عصائب أهل الحق“.
وكان من المفترض أن تجري هذه التغييرات قبل أشهر، لكن ”الإطار التنسيقي“ قرر تأجيلها للانشغال بتشكيل مجالس المحافظات واختيار المحافظين.
وستحصل كتلة المالكي “بسبب إصراره”، على منصب رئيس الشبكة، فيما سيذهب مجلس الأمناء إلى قيس الخزعلي، كما تقول المصادر.
ومنذ تشكيل حكومة محمد شياع السوداني، في تشرين الثاني 2022، بدا من المستحيل استمرار نبيل جاسم، المغضوب عليه، وبقاؤه لا يخدم مصالح قوى في الإطار التنسيقي تسعى لاستعادة الإعلام الحكومي بغياب التيار الصدري.
وفي 30 كانون الأول الماضي، قرر البرلمان تأجيل استجواب الرئيس الحالي لشبكة الإعلام بطلب منه، وفقاً لبيان رئاسة المجلس.
وبحسب المصادر، فإن محاولات قادها رئيس تيار الحكمة، عمار الحكيم، لم تكن كافية لمنع استجواب جاسم في البرلمان يوم الثلاثاء، والمضي بإعلان التغييرات الجديدة في شبكة الإعلام العراقي.
كان هناك صراع شديد بين ائتلاف دولة القانون وعصائب أهل الحق للظفر برئاسة الشبكة. بدأت ملامح هذا الصراع باستجواب مجلس الأمناء ومحاولة الإطاحة بنبيل جاسم (رئيس الشبكة).
بعدها تأجل الأمر بسبب انشغال قوى الإطار التنسيقي بتشكيل مجالس المحافظات واختيار المحافظين، لكن تغيير رئيس الشبكة حسم قبل فترة وجيزة بشكل نهائي.
هناك اتفاق غير معلن بين ائتلاف دولة القانون وحركة عصائب أهل الحق بأن يكون منصب رئيس شبكة الإعلام العراقي من حصة زعيم الائتلاف نوري المالكي.
3 مرشحين مطروحين على طاولة المالكي، وهم: علي الشلاه وفضل فرج الله (رئيسان سابقان للشبكة) ، ومحمد الحمد. إلا أن محمد الحمد هو الأقرب خصوصاً بعد استقالته من مجلس امناء هيئة الإعلام والاتصالات.
في المقابل، ستذهب رئاسة مجلس أمناء شبكة الإعلام إلى العصائب، والمرشح الأوفر حظاً لهذا المنصب هو سند الحمداني، الذي يشغل حالياً منصب مدير عام قناة العهد ومنصب مدير عام في وزارة النفط.
مجلس أمناء شبكة الإعلام سيتضمن شخصية من دولة القانون واثنين من الموظفين الكبار في الشبكة، فضلاً عن شخصية من المكونات السياسية الأخرى.
التغييرات ستكون بعد حسم قضية رئيس الشبكة الحالي نبيل جاسم، وهو في صدد الخضوع للاستجواب داخل مجلس النواب العراقي على خلفية ملفات عديدة، بينها إدعاء بمنحه الأعمال الدرامية إلى شركة انتاج واحدة، دون غيرها.
هناك توافق سني كردي على اجراء التغيير في رئاسة شبكة الاعلام العراقي، وإلى الآن الاجتماعات مستمرة بين الكتل لحسم الملف.
هذه الأيام، يضغط زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، على الكتل الشيعية من أجل الإبقاء على نبيل جاسم في المنصب، لكن الغالبية في الإطار حسموا أمرهم باستجوابه وحددوا موعداً أولياً للقيام بذلك، يوم الثلاثاء.
شبكة الإعلام تمتلك قنوات تلفزيونية مثل العراقية العامة والإخبارية والرياضية، وإذاعة جمهورية العراق، والفرقان، وراديو العراقية، فضلاً عن وكالة الانباء العراقية وجريدة الصباح ومجلة الشبكة، بالإضافة إلى معهد التدريب الإعلامي.
بحسب التقديرات فإن هناك أكثر 4 آلاف موظف أغلبهم على الملاك الدائم لكن بينهم 187 متعاقداً، و414 مما يعرف بعقود قرار 315.